ما أعظم أن تكون!
الإنسان بلا هدف وطموح، كالريشة في مهب الريح، تسير بها أينما ذهبت، فعلى الإنسان أن تكون له رؤيةٌ واضحةٌ وهدفٌ سامٍ لا بد أن يتعب ويضحي من أجله ليصل إليه يوما ما، يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:
ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وليُعلم أن من أهم أسباب الوصول إلى ما يبتغيه الإنسان وأعظمها، الإخلاص والتوكل على الله -عز وجل- حق التوكل، ثم الأخذ بالأسباب، فالمؤمن الحق هو من يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم يتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، ومن مظاهر أخذ الإنسان بالأسباب:
- أن يكون مؤمنا بقدراته، واثقا بنفسه، ثابتا بخطواته، مصمما لبلوغ هدفه.
- لا يخاف الفشل، بل يواجه العقبات بالصبر وحسن الظن بالله.
- أن يتعلم من أخطائه ويحاول مجددا بطريقة أخرى.
- لا يصغي إلى المثبطات الخارجية.
- ويسعى لتنظيم وقته على أكمل وجه.
ومن كان كذلك، فمن شأنه أن يصل إلى مبتغاه يوما ما، لكن الفاشل الذي لا يتقدم ولا يواجه المشاق في سبيل تحقيق هدف وجوده على هذه الأرض،فسيبقى كذلك ما دام يائساً جامد الحركة.
وحري أن نعلم أن الوصول إلى القمة ليس بالأماني ولا بالأحلام، وإنما بسلوك أسباب ذلك، فما أجمل أن تكون متطلعا دائما نحو الأفضل :) ! وهذا المنهج علمنا إياه رسولنا الكريم، يقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس.. " ، وما أعظم أن تصل إلى ما طمحت إليه وضحيت لأجله! فهدفك كالبذرة، إذا أحسنت زراعتها ورعايتها، ستحصد ثمارها وتستلذ بطعمها فيما بعد.